قدر العظماء أن يمضوا شهداء
+++++++++++++++++++++++
«الطائف» و«الاتفاق الثلاثي» |
|
لا يمكن الحديث عن تهميش الدور المسيحي في لبنان دون ذكر اتفاق الطائف الذي شلح المسيحيين الدور والموقع والصلاحيات الى دون مستوى الشراكة الحقيقية. |
وبعد أكثر من سنة ونصف على قيام حكومة السنيورة تتصاعد الشكوى من استمرار التهميش الذي أكدت عليه خطب البطريرك والذي قبل به جعجع منذ اليوم الأول حجماً تمثيلياً هو 24/1 وبحقيبة هامشية كوزارة السياحة |
ويستذكر قادة مسيحيون أن مضمون الشراكة المسيحية في النظام الطائفي رسمته معادلات الاتفاق الثلاثي مقارنة بواقع الطائف، والذي في كل الاحوال حتى ولو احسن تطبيقه حرفياً لا يعطي التمثيل المسيحي في السلطة حجماً حقيقياً وموقعاً في الحياة الداخلية وصلاحيات دستورية في عمل النظام بمقدار ما كان سيؤمنه الاتفاق الثلاثي الذي كرس بالتفصيل صيغة «المثالثة» في المواقع وفي الشراكة، وتعامل مع المواقع المسيحية في السلطة على قدم المساواة في الاحجام والصلاحيات مع المواقع السنية والشيعية، وكان ذلك نتيجة مفاوضات صعبة وشاقة قادها ايلي حبيقة بحرص شديد رافضاً أي تصرف «الحاقي» في اي مواقع طائفية اخرى تمثل المسيحيين وأي تغاضى في حجم العلاقات والدور في تركيبة السلطة التي أقرها الاتفاق الثلاثي. كما يقول أحد المسيحيين الحقوقيين المهتمين في اجراء مقارنات في الصلاحية بين ما تبقى لرئاسة الجمهورية في نصوص الطائف او بين الموقع الرئيسي المتساوي مع الموقعين الشيعي والسني في الصيغة التي توصل لها الاتفاق الثلاثي والتي وضعت في هيئة مجلس رئاسي، وبالتالي فان انقلاب جعجع على الاتفاق الثلاثي ادخل المسيحيين في حالة من الاستنزاف عبرت عنها الحرب التي شنت ضد العماد عون واضطرته الى مغادرة البلاد. وكانت الثمرة اتفاق الطائف، ولو جاز للمسيحيين ان يعينوا المسؤول عن خفض سقف الدور المسيحي في النظام اللبناني الى ما دون التسوية التي ابرمها حبيقة في الاتفاق الثلاثي، فان جعجع بنظرهم هو المسؤول مرتين، المرة الأولى عندما انقلب على الاتفاق الثلاثي والمرة الثانية لانه أعطى الفرصة لحرب داخل المناطق المسيحية ووافق على السقف الادنى الذي قلص صلاحيات رئيس الجمهورية لصالح حلفائه في الطائفة السنية، بينما بقي حبيقة على قناعاته وثوابته واسس حزب «الوعد» رافضاً مصادرة اسم القوات اللبنانية احتراماً ووفاء لدور بشير الجميل مؤسس القوات اللبنانية معتبراً أن عائلة بشير وابنه هما الاحق بالتسمية، كما رفض مصادرة اسم حزب الكتائب احتراماً ووفاء لدور بيار الجميل ونجله امين وعندما حاول كشف خيوط مجزرة صبرا وشاتيلا التي لاحقته «كالظل» سقط شهيداً «مظلوماً». |
والآن في ظل ما تشهده البلاد يحاول المسيحيون ان يتذكروا تلك الحقبة والمرحلة التي ظلمها البعض في حينه، وجاءت النتائج والانجازات بعد 23 سنة دون المستوى بكثير.. فهل يتعظ البعض. |
|